تقل معدلات الانتحار خلال الحروب لأن الكثير من الناس يبدأون في الشعور
بالأهمية وأن هناك تحديات
تواجههم مرات كافيه خلال اليوم ، وهذا بدوره يشجعنا على استخدام كلا جانبي
المخ بشكل متناغم .
أما خلال الأوقات التي لا تزخر بكثير من الأحداث يميل الناس إلى استخدام
جانب واحد من المخ ويقعون في مخ الشعور بعدم الأهمية .
والكثير من الناس ينتظرون بشكل لا شعوري حدوث الأزمات وذلك كحدوث إفلاس
وشيك أو هجوم على الشارع أو احتراق منزلهم على غير رغبتهم أو حرب وذلك حتى
يفكروا بكل عقلهم .
أما سوء الإستخدام السلبي للمخ فيؤدي إلى حياة تعتمد على رد الفعل لا
المبادرة ،
معظم الناس يعيشون في عقلهم الأيمن فقط ،
والغريب أن العقل الأيمن نال سمعة سلبية أكثر مما ينبغي لا لشيء إلا لأن
الناس يظلون محبوسين بداخله ،
وحينما يعرف الناس أن العقل الأيسر إنما وجد ليتصل بالعقل الأيمن هنا يتطلع
العقل إلى سلطة ووظيفة جديدة. أما عندما يظل المرء محبوساً داخل العقل
الأيسر ذي التفكير المنطقي المنظم والسطحي ولا يعمد أبداً إلى تنشيط الجانب
الأيسر المبدع من العقل فإنه بذلك يفقد حبه للحياة ، والعقل الأيمن ينشط
ليلاً
أثناء الحلم في الوقت الذي يكون فيه العقل الأيسر نائما ومع هذا فمن الممكن
أن تجعل العقلين يتفاعلان معاً كما كنا نفعل ونحن أطفال ، وذلك أثناء
اليقظة ،
وما علينا إلا أن نديره من خلال استخدام العقل الأيسر في استدعاء العقل
الأيمن ، وهذا هو ما يحدث عندما نلعب ألعاباً أو نكتب شعراً أو نحتضن
رضيعاً أو نواجه أزمة وشيكة ، حيث يطلب العقل الأيسر من العقل الأيمن أن
ينشط ويتدخل بهذا تحصل على تفكير العقل كله ، أو ما يسميه عالم النفس
“إبراهام مالسو” خبرات الذروة .
وأفضل ثلاث طرق لتنشيط تفكير جانبي العقل هي :
-1 تخيل الهدف
-2 العمل الممتع .
-3 اللعب المنشط
وبدلاً من أن تنتظر حدوث أزمة خارجية ، اصنع لنفسك تحديات داخلية - أهدافاً
وغايات - تجعلك
تنمو إلى أن تصبح الشخص المتحفز الذي تريد أن تكونه .
والإثارة الحقيقية في الدراسات المرتبطة بقوة العقل الأيمن إنما تكمن في
إشارة هذه الدراسات إلى وجود أساس عصبي للتحول الذاتي ، ونحن حينما نقول
إننا نتمتع بطاقة إبداعية غير محدودة وإن بإمكاننا أن نستخدمها لنصنع
الحياة التي نريدها فليس هذا مجرد شطحه تحفيزية أو تبشير علمي .، وهذه في
وظيفة العقل الأيسر ، فبعد نظره يعطية القدرة على أن يحوز هذه السلطة ومع
هذا فقلما يستفيد هذا العقل من هذه القدرة ويمكن تشبيهه بشخص لديه آلة
سحرية يمكنها أن تصنع عملات ذهبية
ومعظم الناس ينظرون إلى عقلهم الأيمن من التعجب ، وهم يعتقدون أن الأفكار
الإبداعية جائتهم على نحو غير متوقع ومفاجئ ) حيث يقولون ( الليلة
الماضية حلمت بأغرب حلم وهم لا يعرفون مدى قدرتهم الهائلة على السيطرة على
الآلة السحرية