غلطة العمر التي ترتكبها امرأة.. أن تتحول فجأة الي خصم عنيد أمام زوجها
في ساحة القضاء.. تجعل من زوجها عدو لدوداً.. ومن الحبيب الذي ذابت فيه
عشقاً خصماً ترميه بالسهام ولا تتورع أبداً في كشف كل الأسرار التي
كانت بالأمس مصونة ومقدسة.. وداخل قاعة المحكمة تتحول الي نمرة شرسة وهي
تظن ان النصر في محكمة الأسرة ليس سوي ورقة طلاق تعتقد المرأة انها وثيقة
التحرير وشهادة الاستقلال ودليل الانتصار.. في جلسة طويلة لمحكمة
الأسرة.. كانت القضية بطلتها امرأة عنيدة صلبة الرأي تخلت عن مشاعرها
وتجردت من ذكرياتها علي باب المحكمة وداخل القاعة. كانت »غادة« امرأة
في العقد الثالث من عمرها فائقة الجمال لم تخف ثورة الغضب سحر ملامحها..
في جرأة بالغة قالت وأسهبت أمام منصة القضاء: ـ كان أستاذي في
الجامعة.. شعرت منذ لحظة لقائي الأول به بأن نظراته لي كانت سهاماً
حاولت اختراق قلبي وتسللت الي عيني بحثاً عن رد أبثه له من خلال نظرة
واحدة.. تعمدت أن أخبره منذ هذا اللقاء أنني مرتبطة بشخص آخر في خطوبة تم
إعلانها حتي يغلق ملفي لديه، وبالفعل نجحت في أن أبلغه بأنني مخطوبة
لأحد أقاربي، وذلك بشكل عابر من خلال حواري معه..!! لمحت الحزن في
عينيه.. لم أقل له إن خطوبتي هشة وأن خطيبي يستحيل علاجه أو شفاؤه،
وأنه لولا انه قريبي لأنهيت هذه الخطوبة منذ بدايتها.. لم أقل لأستاذي
أنني أعيش جحيماً طوال فترة خطوبتي ـ حتي لا أشجعه علي الاقتراب مني
أكثر.. خاصة أن دبلة الخطوبة، يتلألأ بريقها في عينيه.. آثرت الصمت
بعد أن تأكد أني لست له.. حتي أتركه يهزم مشاعره بنفسه ويغتال أحلامه
ويقتل أشواقه نحوي. لكني لم أستطع أن أمنع نفسي عن التردد علي مكتبه
لتفسير أي جزء صعب في كتابه الجامعي، وكان ذلك مبعثاً لسعادته..!!
وتتوالي الكلمات علي لسان »غادة« أمام هيئة المحكمة ـ بعد عام حدث ما
كنت أتوقع وتم فسخ خطوبتي.. وعلم أستاذي بخبر فسخ خطوبتي.. لم يسعدني
في هذه المحنة سوي مشاعر استاذي التي فاضت بحب وحنان كنت أبحث عنهما..
أحببته.. بل أعترف أنني لم أحب رجلاً قبله أو بعده سواه.. نعم كان
بيني وبين خطيبي المهنس الشاب ذكريات طفولة جميلة وكان يحبني بجنون،
نعم سعيت الي فسخ خطوبتي منه، وحينما تحقق هدفي بكيت بحرقة، لأنني لم
أكن أكرهه يوماً ولم يسئ لي لحظة واحدة لكنها لعنة الادمان.. المهم
تم فسخ خطوبتي ووقعت في غرام أستاذي الدكتور أحمد.. طلب يدي
للزواج.. ومنحني مهراً خيالياً.. أهداني شقة فاخرة بالحي الراقي
كتبها باسمي.. جعل مني ملكة علي حياته.. وفي ليل من ليالي ألف ليلة
وليلة تم زفافي الي أستاذي في أرقي فنادق منطقة الهرم ذات الخمسة نجوم..
استشعرت الغيرة في عيون زميلاتي الطالبات بالجامعة.. ولم أكن أدري ما
تخبئه لي الأيام من مفاجآت منذ اليوم الأول لزفافي، وخيبتي في زوجي بلا
حدود .. كانت الصدمة الأولي لي في حياتي..!! في صراحة وجرأة بالغة
انطلقت »غادة« قائلة في تبرير طلبها للطلاق من زواجها..!! وتفجر
المفاجأة..؟! ـ الآن عمري 28 عاماً.. في عز شبابي.. وأعترف
مقدماً أنه ومنذ اليوم الأول لزفافنا ولسبب لا إرادي منه ولا دخل له
فيه، لم يكن قادراً علي أداء واجباتهي الزوجية.. عام كامل مر علي
زواجنا، وما أزال عذراء.. نعم لديه عذر طبي، ولكن ماذنبي أنا..؟
فأنا أحلم مثل أي امرأة في مثل عمري بأن اكون اماً لأطفال ينادونني
بماما.. يشعرون بأمومتي ويملأون البيت بهجة وسعادة.. هذه هي
الدنيا..!! وجاء الدكتور احمد يطالب بالرد علي زوجته ـ صحيح لم تكذب
زوجتي في كلمة نطقت بها الا واحدة.. فهي ليست عذراء كما ادعت ـ بعد
الزواج كان الفشل يتربص بي لا أدري لماذا.. هرولت الي الاطباء ومعي
زوجتي.. وبعد كشوفات طبية وتحاليل وأشعات أكد لي الاطباء انني أعاني حالة
نفسية طارئة لن تستمر طويلاً.. وأن شفائي قد يأتي فجأة وفي أية
لحظة.. بشرط أن تقدم الزوجة كل الدعم النفسي لزوجها.. بالحب والحنان
ودفء المشاعر لكن »غادة« لم تقدم شيئاً يذكر.. صارت كلوح من الثلج
بارد وبلا مشاعر.. بل اكثر من هذا صارت زوجتي تجرح كبريائي وهي تدرك انها
بموقفها هذا تلحق بي من الآثار السلبية علي حالتي بما قد يطيل من فترة
مرضي.. وها هي تطلب الطلاق..!! لحظات صمت مضت قبل ان يسترسل الدكتور
احمد بنبرة حزينة: كثيرون من المقربين من الأقارب قدموا لي النصيحة
باللجوء إلي المشايخ والمشعوذين والسحرة اعتقاداً منهم بخرفات قديمة
متخلفة »انني مربوط«.. ومطلوب فك هذا الربط..!! وأنا رجل علم لا أثق
في هذه الخرافات والجهل ـ لم ألق اهتماماً لهذه الاقاويل قدم حمدي خليفة
محامي الزوج كل المستندات والوثائق الطبية التي تعطي الأمل في الشفاء الي
المحكمة.. وتأكدت المحكمة من الوثائق ان مرض »أحمد« يرجي الشفاء منه
وله صفة العوارض... ورفضت المحكمة الطلاق، وناشدت الزوجة ان تكون صادقة
في معاونتها مع زوجها حتي تتحاشي غضب الله....